الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

الخطية والفداء الجزء الثالث


الخطية والفداء الجزء الثالث

صورة للرب وسط مجرمين !
كم أشفقت عليه لذله
(( قَدَّمَ ِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاه )) [ عبرانيين 5 : 7 ]

المخلص الذى افتدانا من خطية ليس لها أساس ، الا انها دخيلة وثنى من تأسيس بولس ورغم انها تخالف الكتاب المقدس الا ان المسيحيين مازالوا يعتقدون ويؤمنون بها فقد ذكرت فى منشورى السابق كم كبير من النصوص التى توضح هذا
(( فإن غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِمْ ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ زَلاَّتِكُمْ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ زَلاَّتِكُمْ. )) [ متى 6 : 14 ، 15 ] .
(( إنْ كُنْتَ يَارَبُّ تَتَرَصَّدُ الآثَامَ، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ فِي مَحْضَرِك َ؟ وَلأَنَّكَ مَصْدَرُ الْغُفْرَانِ فَإِنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَهَابُونَكَ )) [ مزمور 130 : 3 ] .

 إشعيا [ 55 : 7 ] : (( لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَالأَثِيمُ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَلْيَرْجِعْ إِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.))
حزقيال [ 33 : 11 ] : (( حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أَبْتَهِجُ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ بَلْ بِأَنْ يَرْتَدِعَ عَنْ غِيِّهِ وَيَحْيَا. ))
حزقيال [ 18 : 21 ] : (( وَلَكِنْ إِنْ رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ خَطَايَاهُ كُلِّهَا الَّتِي ارْتَكَبَهَا، وَمَارَسَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَصَنَعَ مَا هُوَ عَدْلٌ وَحَقٌّ فَإِنَّهُ حَتْماً يَحْيَا، لاَ يَمُوتُ. 22وَلاَ تُذْكَرُ لَهُ جَمِيعُ آثَامِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا. إِنَّمَا يَحْيَا بِبِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ.))

الحقيقة هناك الكثير ولكن العين لا ترى ولكن الاذن تسمع فقط والعقل لا يفكر هذا هو ما يحدث داخل الاطار المسيحى اسمع لا تفكر

فداء الرب للانسان هنا يراودنى سؤال
اين عدل الرب فى من يقتل ويسرق ويفعل اثام كثيرة لا اخر لها حتى من بينهم الكهنة ورجال الكنيسة اجمع فهل هكذا افتداهم الرب ليفعلوا ما يريدوا ؟؟؟
والمقتول الذى قتله قاتل والمسروق الذى سرقه سارق وكل مظلوم هل يكون مثله مثل الجانى الذى افتداه الرب ايضا ؟؟؟
اين عدل الرب هنا ؟؟؟؟؟؟

هذا الفداء هو نتيجة فكر وثنى بولسى ليس اكثر من هذا ونتيجة خطية ادم رغم ان بولس يقول انها حواء التى اغرتها الحية المهم ان كل هذا وثنى
موضوع المخلص والفادى هذا اعتقاد أساسى فى المسيحية ولكنه دون اعمال العقل فهم قد صدقوا وامنوا دون عقل الموضوع فقد كان بداية هذا الامر شرارة الموضوع هو بولس حينما لم يجد بديلا لذلك الموقف المؤلم الذى ظهر به يسوع ففكر بدهاء وكان عالما بالاحوال والمعتقدات الدينية القديمة والمحيطة به فاتخذ من علمه بهذه الوثنيات منقذا ولذلك اخترع بولس ان يسوع قد تم صلبه ليس لضعف او اهانة او ذل او تحقير وانما صلبه كان لتخليصنا من الاثام والذنوب والخطايا ، ومن هنا اتخذ الجميع الموضوع على انه عقيدة أساسية وبدأ الجميع يعتقد بها .
ولكن بولس لم يعى انه جعل من يسوع نسخة ثانية مقتبسة من المصلوبين والمخلصين الوثنيين القدماء أو ربما كان يعى هذا وكان كل ما يهمه هو جذب هؤلاء الوثنيين للمسيحية وفى نفس الوقت تغيير كل ما جاء به يسوع والذى يؤمن به التلاميذ واتباعهم ولكنه بولس يريد صنع عقيدة بنفسه .

الا يمكن الغفران اصلا دون موت الرب واهانته وصلبه ؟؟؟ هراء الوثنية التى ادخلها بولس
ويقول هيجنس عن الفرس فى كتابه (الانجلو ساسكون ج2 ص162 :
( وكان الفرس يدعون (متروسا) الكلمة والوسيط ومخلص الفرس )
قال داون فى كتابه:  ( كان الفرس يعبدون الها مثلث الاقانيم مثل الهنود تمام وهم (أورمزد ومتراث واهرمان) واورمزد هو الخلاق ومتراث ابن الله المخلص الوسيط واهرمان الملك .
Doane.Bible Myths and Their Parallels Religions,p473

هنا لابد ان نرى كم الشواهد التى تؤيد وثنية المخلص والمصلوب الذى افتدى الناس فهذه فكرة الأديان الوثنية
يقول العلامة دوان " ان تصور الخلاص بواسطة تقديم أحد الألهة ذبيحة ، فداء عن الخطيئة ، قديم العهد جدا عن الهنود الوثنيين وغيرهم ، وذكر هذه التقدمة عند الهنود سابق لعصر الفديك Vedic
 وكتاب الركفدا يمثل الالهة يقدمون (بروشا) _ اى الذكر الاول قربانا ويعدونه مساويا للخالق
وجاء فى كتاب (استباتا برهمانا) ما نصه "والعالم كهذه الذبيحة (بروشا ميدا) أى ضحية الذكر الأول يصير كل شئ)
وجاء فى كتاب (التزيا برهمانا) ما نصه (وسيد المخلوقات (برجاباتى) قدم نفسه ذبيحة للالهة )
ويمكن الزيادة من كتاب
Six Religions,pp53-61,Hulton,1984
أو من دائرة المعارف البريطانية
وكان الوثنيون يقدمون البشر ذبيحة والغالب عندهم الارقاء والأسارى ذبيحة فداء عن الخطيئة .
كما كان الرومانيون واليونانيون يقدمون أنفسهم ذبيحة للالهة استرضاء لها وكانوا فى مصر يقدمون من البشر ذبيحة وتمكنت بهم هذه العادة الشريرة حتى صاروا يقدمون الابن البكر من احد العائلات الاتانية ذبيحة ويأخذونه الى هيكل فى (فستات فى عالوس) ويضعون فى رأسه اكليلا ثم يذبحونه قربانا للاله كما تذبح الانعام ".
Doane.Bible Myths and Their Parallels Religions

ويقول العلامة ويليام " يعتقد الهنود الوثنيون بالخطيئة الأصلية ومما يدل على ذلك ما جاء فى تضرعاتهم التى يتوسلون بها بعد (الكياترى )وهى : انى مذنب ومرتكب الخطيئة وطبيعتى شريرة وحملتنى امى بالاثم فخلصنى ياذا العين الحندقوقية يامخلص الخاطئين يامزيل الاثام والذنوب "
M.William:Hinduism,p.36
كما يقول دوان ( ويعتقد الهنود بأن كرشنا المولود البكر هو نفسه الاله فشنو والذى لا ابتداء له ولا انتهاء وعلى رأيهم قد تحرك _شفقة وحنوا_ كى يخلص الارض من ثقل حملها فأتاها وخلص الانسان بتقديم نفسه ذبيحة عنه )
Doane.Bible Myths and Their Parallels Religions
قال العلامة هوك " ويعتقد الهنود الوثنيون بتجسد أحد الالهة وتقديم نفسه ذبيحة فداء عن الناس والخطيئة "
رحلة هوك ص326ج1
يقول القس جورج كوكس " ويصفون (اى الهنود) كرشنا بالبطل الوديع المملوء لاهوتا لانه قدم نفسه ذبيحة ويقولون ان عمله هذا لا يقدر  عليه احد سواه"
ثم يذكر المسيو كوينيو : يذكر الهنود موت كرشنا بأشكال متعددة اهمها انه مات معلقا على شجرة سمر بها بضربة حربة "
Ancient Faithsمصدر
ويوضح العلامة دوان فيقو ان المقصود من الشجرة (خشبة الصليب) وان السيد (مور) قد صور كرشنا مصلوبا كما هو مصور فى كتب الهنود مثقوب اليدين والرجلين ومعلق بقميصه قلب الانسان) المصدر السابق ذكره لدوان
ومن تعاليم الفشنو بورانا نعلم أنه بعدما رمى الصياد كرشنا بالحربة ندم وتضرع اليه بقوله (ارحمنى انا الذى اهلكتنى ذنوبى وانت القادر على اهلاكى فأجابه كرشنا لا تخف اذهب الى السماء مسكن الالهة ولما قال له هذا الكلام ظهرت مركبة وحملته الى السماء "
Vishnu Purana ترجمة عن اللغة السنسكريتية
وقد صور الراهب جورجيوس الاله (أندرا) الذى يعبده اهالى النيبال مصلوبا كما يصورنه يوم عيدهم الذى يقع فى شهر آب)
Gergoius: Tibtetinum Alphabetum,p.203
قال العلامة هيجيب نقلا عما كتبه (اندرادا الكروزيوس) وهو اول أوروبى دخل بلاد التبت والنيبال : ( وقال عند تكلمه عن الاله (أندرا) الذى يعبدونه ويقولون " انه سفك دمه بالصلب وثقب المسامير كى يخلص البشر من ذنوبهم وام صورة الصلب موجودة فى كتبهم )
Higgins: The Celtic Druids
وقال دوان :  ( فى جنوب الهند وتنجور وفى أيونديا يعبدون الها صلب اسمه (بالى ) ويعتقدون بانه (فشنو)تجسد : ( أى ظهر بالناسوت) ويصورونه مثقوب الجنب واليدين.
وجاء فى ترنيمة ل(بوذا) ما يلى :

"عانيت الاضطهاد والامتحان والسجن والموت والقتل بصبر وحب عظيم لجلب السعادة للناس وسامحت المسيئين اليك"
ويدعون (بوذا) الطبيب العظيم ومخلص العالم والممسوح والمسيح المولود الوحيد وغير ذلك وانه قدم نفسه ذبيحة ليكفر اثام البشر ويجعلهم ورثة ملكوت السموات وبولادته ترك كافة مجده فى العالم ليخلص الناس من الشقاء والعذاب كما نذر)
يمكن الزيادة من هنا
Six Religions,pp53-61,Hulton,1984
والمصدر كتاب دوان السابق ذكره .

قال العلامة (بيل) : قال (بوجانا) سأتخذ جسدا ناسوتيا وأنزل فأولد بين الناس لأمنحهم السلام وراحة الجسد ، وأمحو أحزان وأتراح العالم . وأن عملى هذا لا أبغى به اكتساب شئ من الغنى والسرور"
Beal: The Romantic Legend of saki Budha from Chinese Sansikrit,p.33

وقال لبى هوك فى (رحلة هوك الحزء الاول) : ان بوذا فى نظر البوذيين انسان واله معا وانه تجسد بالناسوت فى هذا العالم ليهدى الناس ويفديهم ويبين لهم طريق الامان ، وهذا التجسد اللاهوتى يعتقده كافة البوذيين كما يعتقدون ان بوذا هو مخلص الناس)..

وقال مكس مور " البوذيون يزعمون ان بوذا قال : دعوا كل الاثام التى ارتكبت فى هذا العالم تقع علىٌ كى يخلص العالم"
M.Muller:History of Ancient Sansikrit Literature,p.80

وقال مورى  " يحترم المصريون أوزيريس ويعدونه أعظم مثال لتقديم النفس ذبيحة لينال الناس الحياة "
Murray:Manual of Mythology,p.384

وكذلك فى كتاب لجاروسلاف يؤكد هذا الكلام ايضا واسم الكتاب
Ancient Egyptian religion,p213-215

ويقول بون " يعد المصريون أوزيريس أحد مخلصى الناس وأنه بسبب جده لعمل الصلاح يلاقى اضطهادا وبمقاومته للخطايا يقهر ويقتل )
     Egyptian Belief and Modern Thought,p.165


الحقيقة ان الشواهد كثيرة جدا وتدل وتؤكد على ان الصلب والمخلص والفداء هى فى الحقيقة وثنية تم ادخالها للمسيحية عن طريق بولس الذى كان مطلع وعلى دراية شبه كاملة بما يعتقد به الشعوب فى زمانه وما قبله ، ولهذا كان من الطبيعى ادخال بعض التعديلات فى المسيحية والتى تلائم العقول الوثنية الرومانية واليونانية حتى يتم اجتذابهم للدخول فى المسيحية

لنرى الصلب فى المسيحية فى انجيل متى 27 ، ومرقس 5 ، ولوقا 23 ، ويوحنا 19 هل لهذه الدرجة تأثير رسائل بولس التى تم كتابتها قبل الاناجيل على المسيحية واناجيلها؟؟؟
فانظروا لقول بولس هنا
"المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على  خشبة "
يعنى جعل ناموس موسى لعنة ثم جعل يسوع الذى مفترض انه صلب للفداء هو الاخر لعنة ؟؟؟!!!!!!!!!
أى عقل يقبل بهذا الكلام .؟
حتى مجرد تصوير يسوع انه مصلوب هذه الصورة وثنية كانت لكرشنا وغيره من المخلصين قبل يسوع
هناك 16 مصلوبا ليخلص العالم لنرى بعض المصادر

الحقيقة ان الادلة التى تدل على وثنية هذا الاختراع الوثنى البولسى كثيرة جدا ولكن اكتفى بهذا
لكن لم انتهى بعد
أما الشواهد التى يعتمد عليها البعض على الفداء فأتكلم عنه فى الجزء القادم :)


عفوا للاطالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق